كلمة حق

لأول مرة أري مانويل جوزيه يتجاوز الحد الرقيق الفاصل‏,‏ بين الحذر الواجب و الخوف المرفوض‏,‏ وهو يواجه فريقا عاديا‏,‏ دفاعه متواضع جدا‏,‏ علي ملعب الوطن ووسط أكثر من‏60‏ ألف أهلاوي باستاد القاهرة‏!‏


طبيعي أن الذكريات المريرة لنهائي العام الماضي أمام النجم الساحلي‏,‏ لابد أن تقفز إلي الذهن وتثير القلق وتدعو للمزيد من الحذر‏,‏ لكن أن يستبد الخوف بالرجل فيصبغ تشكيله وأداءه وتغييراته بصبغة دفاعية علي ملعبه بعد تسجيل هدف فهذا ما لم أكن أتوقعه‏,‏ وكان أيضا مفاجأة سارة لفريق أنيمبا النيجيري ومدربه‏,‏ الذي خاض أمس الأول مباراة سهلة‏,‏ كاد خلالها أن يحقق التعادل بمساعدة الأهلي ويطيح بالمرشح الأول خارج البطولة‏!!‏


طبعا نهنئ ونبارك للأهلي بالنتيجة‏,‏ وبالصعود إلي نهائي البطولة وهو إنجاز كبير لاشك فيه‏,‏ حققه الأهلي بجدارة وشرف به الكرة المصرية مرة أخري‏..‏ لكن السعادة بالنتيجة وبالتأهل للنهائي‏,‏ لاينبغي أن تحجب الرؤية الصحيحة للواقع الفني والبدني للفريق في مباراة أمس الأول‏,‏ والتي حقق فيها الأهلي الفوز علي منافسه‏(‏ بصعوبة‏)1/‏ صفر‏,‏ بعد أداء غير مقنع‏,‏ علي الأقل في شقه الهجومي‏!‏ فلم تنجح آلة الأهلي الهجومية في وضع دفاع أنيمبا الضعيف‏,‏ تحت الضغط الواجب طوال المباراة‏,‏ وجاء الهدف الوحيد من ضربة ثابتة‏,‏ وبخلاف ذلك لم ينقذ الحارس النيجيري مرماه من أية أهداف أو فرص محققة‏!!‏


افتقد الأهلي العمق الهجومي الواجب نتيجة اللعب برأس حربة‏(‏ وحيد‏)‏ وأقصد برأس الحربة هنا مواصفات هذا اللاعب وليس مجرد وضع رأس حربة ثان في التشكيل‏,‏ هو أصلا لاعب وسط بمواصفات هذا المركز‏!!..‏ افتقد الأهلي فعلا عماد متعب الذي أعاره لاتحاد جدة‏,‏ دون أن يجهز البديل‏,‏ ودون أن يتسلح جوزيه بشجاعة الاستغناء عن أحد المحاور الدفاعية في الوسط وهو يلعب علي ملعبه ووسط جماهيره في لقاء العودة بعد أن أنهي مباراة الذهاب بالتعادل السلبي ولم يشرك مهاجما ثانيا بمهارات وحساسية المهاجم الهداف إلي جوار فلافيو‏,‏ واعتبر أبوتريكه هو رأس الحربة الثاني‏,‏ ليكرر خطأ هولمان أمام طلائع الجيش في الدوري عندما أشرك جمال حمزة كرأس حربة ثان مع مصطفي جعفر فتقلصت قدرات التهديف لدي الفريق داخل الصندوق وخسر الزمالك حمزة في الوسط والهجوم معا‏,‏ كما خسر الأهلي أبوتريكه أمام أنيمبا‏!‏